رثاء الشيخ محمد تقي الدين الهلالي
(رحمه الله)
الشيخ أبو أويس محمد الأمين بوخبزة (رحمه الله)
قال الشيخ أبو أويس الحسني -عامله
الله بلطفه
:: وفي نفس الشهر " ذي القعدة 1407 " تُوفي
إلى رحمة الله شيخنا الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الحسيني فقلت أرثيه :
هي الدنيا تسير إلى الزوال *** وبهجتها خيال في خــيال
نعيش سويـعات نياما *** فتوقظنا
المنيةبالنبــال
براها الله مزرعة لنسـعـى *** لفوزبالرضا عند المــآل
فطوبى للذي قد نال خـــيرا *** بمسعاه الحميد إلى المـعـالي
هو الموت الزؤام يظل يطوي***من أرواح الورى عدد الرمال
فيأخذ تارةً خزفاوطـورا *** يحطم -صائلا- أغلى اللآلي
آلا يا ناعي العرفان أقصر **** آتدري من نعيت من الرجال؟
أصبت بنعيك المُضني فئاما *****من الأبرار-و يحك-بالخبال
تقي الدين فخر بني هلال******توفي فانتشى حزب الضلال
قضى شيخ الدعاة بكل حرّ ***** بآلام الفجيعة ذو اعتلال
رثاء للعلا من وقع رُزءٍ ****** أصاب بعَينه عين الكمال
جزاه الله عنا كل خير ***** و
عن دين المهيْن ذي الجلال
فقد أمضى يجاهد في دؤوب****** بياض العُمر ممتاز الخِلال
يحبر للهدى كتْبا و يَمْلي ***** دروس العلم يدعو للنِزَّال
وظل مقارعا سبعين عاما ***** و أكثر راضيا ,نضو اشتغال
عفيف الذيل مبرورا قنوعا***** بعيدا عن مداهنة الموالي
يريد بفعله ربا تعالى ***** غني
النفس مرضي الفعال
يبث النور للتوحيد يدعوا***** عباد الله محمود الجدال
فأنقذنا بفضل الله مما ****** سرى فينا من الداء العُضال
فكان نزوله تطوان فتحا ***** أشاع الحق منشور الخصال
عرفنا منه شرع الله حقا ***** وفقها صادقا حُر المقـال
و بحثا عن دليل القول يُروى***** عن التقليد لا يرضى بحال
و يعلن للملا فوق الكراسي***** سقوط الرأي مفلول النصال
و ينصر سنة المختار نصرا***** يسوق الصادقين إلى المعالي
ويبدي من حكيم القول ما لا ***** يفوز بمثله سمعُ الليالي
فكان مبشرا كالريح يُزجي ***** سحاب الغيث مرجو النوال
يزور مواقع الامحال غوثا***** عظيم النفع في مُدُن الشمال
فهذي طنجة تهفوا إليه ***** برُغم
الشر من نفخ الصِّلال
و شفشاوُونُ أحْيى في ذُراها***** غريب العلم بين ذوي المِحَال
وفي الريف البعيد تراه نجما***** ينير السُّبل معدوم المثال
وفي فاسٍ وفي مكناسٍ أملى ****حديث المصطفى حلو المَنَال
وفي غَرب وفي شرق قصِي***** تلألأ بدره وسط المجالي
فسلْ هندا وأفغانا ونجدا ***** وايرانا تجد خير الرجال
أورُبَّا زارها و أذاع منها***** حديث سياسة مُرَّ الصيال
ومن برلين أرسل من جحيم***** شواظا يحتوي شر النكال
أصاب به فرنسا فاستشاطت***** له غيظا وعادت بالخذال
و عاد لمغرب يحدوه عزم ****على حرب الفساد و الانحلال
أتانا والجهالة في عتُو *****و نور العقل مقطوع الوصال
و أشياخ التصوف بين رفض *****و مزمار سكارى بالخيال
تُشَاد بأرضنا يا للَبَلايا *****زوايا كالرزايا , للبِغال
جُموع همهمْ أكل و شَروٌ ***** و دعوى للهُيام و للخَبال
و كلهُم لجمع المال يسعَى ****و للتفكير في نصب الحبال
و للنسْوان ميلهُم شهير **** و المُردان في العُصُر الخوالي
فتلك عصابة الشيطان يدعو ***** بِبَهْرجِها العباد إلى الوبال
أعاد لحربها)الدكتور (فينا
*****و أبدى مشِرعا سمر الموالي
ووالى الفتك منصورا مُعَانا ******على حزب الكساكس و النوال
فأبدى زيْفهم وأخاف منهمْ*****قرودا فاستكانت للكلال
و أظهر للتجاني خبث مكرا ****** لدين مشهود الصقال
فعاد الناس للإسلام عودا***** صحيح الخطو مأمون انخذال
و كانوا من جهالتهم عطاشا *****فأوردَ جلهم حلوا الزلال
و تاب الناس للرحمان تَوبا *****و بات الشر مكسور النصال
جزاك الله يا شيخي بأوفى ******جزاء بدؤه الدرج العوالي
و بدأ رُوحَك الفردوس فضلا**** بقرب العرش تنعم في ظلال
و هذا عهدنا و الله فينا **** شهيد أننا أهل النضال
لدين الله مولانا نُضحي*****براحتنا و مقتات العيال
و نسأله الثبات و حسن عُقبى***** و ختما بالسعادة في المآل .
نظمه مرثيا شيخه
العبد الفقير إلى مولاه
أبو أويس الحسني .
نقلها تلميذ الشيخ الأستاذ عادل خزرون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق