الفقه في الدين
الشيخ حماد الأنصاري (رحمه الله)
عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول: "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين" الحديث أخرجه
البخاري في صحيحة. وزاد أبو يعلى الموصلي عنه "ومن لم يتفقه لم يبال الله به".
عن عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "يا عبد الله بن مسعود"قلت: "لبيك يا رسول الله ثلاث
مرات". قال: "أتدري أي عرى الإيمان أوثق". قال: "قلت الله
ورسوله أعلم". قال: "الولاية في الله الحب فيه والبغض فيه". ثم
قال: "يا عبد الله بن مسعود"قلت: "لبيك يا رسول الله ثلاث مرات".
قال: "أتدري أي الناس أفضل؟"قال: "قلت الله ورسوله أعلم".
قال: "إن أفضل الناس أفضلهم عملا إذا فقهوا في دينهم". ثم قال: "يا
عبد الله بن مسعود"قلت: "لبيك يا رسول الله ثلاث مرات". قال:
"أتدري أي أناس أعلم". قال: "قلت الله ورسوله أعلم". قال:
"أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان مقصرا في العمل".
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "ألا أنبئكم بالفقيه
كل الفقيه". قالوا: "بلى"قال: "من لم يقنط الناس من رحمة الله
ولم يؤيسهم من روح الله، ولم يؤمنهم من مكر الله، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى ما
سواه، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا علم ليس فيه تفهم، ولا قراءة ليس
فيها تريث".
سئل الإمام مالك بن أنس قيل له: "لمن تجوز
الفتوى؟"فقال: "لا تجوز إلا لمن علم ما اختلف الناس فيه". قيل له:
"اختلاف أهل الرأي". قال: "لا، اختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم". قال أبو حيان التيمي: "العلماء ثلاثة عالم بالله وبأمر الله، وعالم
بالله وليس بعالم بأمر اله . وعالم بأمر الله وليس بعالم بالله. فأما العالم بالله
وبأمره فذلك الخائف لله العالم بسنته وحدوده وفرائضه. وأما العالم بالله وليس
بعالم بأمر الله فذلك الخائف لله وليس بعالم بسنته ولا حدوده ولا فرائضه. وأما
العالم بأمر الله وليس بعالم بالله فذالك العالم بسنته وحدوده وفرائضه وليس بخائف
له".
وقال الخليل بن أحمد: "الرجال أربعة، رجل يدري أنه لا يدري
فذلك جاهل فعلموه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك غافل فنبهوه، ورجل لا يدري
أنه لا يدري فذلك مائِق فاحذروه".
وكان الحسن البصري كثيرا ما يتمثل بهذا البيت :
يسر الفتى ما كان قدم من تقى ..... إذا عرف الداء الذي هو قاتله
أخرجها كلها الحافظ ابن عبد البر ما عدا الأول.
مجلة الجامعة الإسلامية / العدد 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق