الشيخ عاطف عبد المعز الفيومي
|
1- التعريف بها: هِيَ أمُّ المؤمنينَ أمُّ عبدِالله: عائشةُ بنتُ الإمام الصِّدِّيق الأكْبر، خليفةِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أبِي بَكْرٍ عبدِالله بنِ أبي قُحَافةَ عثمانَ بنِ عامرِ بن عمرو بن كعْب بن سعْد بن تَيْم بن مُرَّة، بن كعْب بن لُؤيٍّ; القرشيَّة التيميَّة، المكيَّة، النبويَّة، أم المؤمنين، زَوْجة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفْقَه نِساءِ الأُمَّة على الإطلاق. وأمُّها هي: أُمُّ رُومانَ بنتُ عامرِ بن عُوَيمر، بن عبدِ شمْس، بن عتاب ابن أُذينة الكِنانية. هاجَر بعائشةَ أبواها، وتزوَّجها نبيُّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل مهاجرِه بعدَ وفاة الصِّدِّيقة خديجة بنت خُوَيلد، وذلك قبلَ الهِجرة ببضعة عشَرَ شهرًا، وقيل: بعامين، ودخَل بها في شوَّال سَنةَ اثنتين منصرفَه - عليه الصلاة والسلام - مِن غزوةِ بدر، وهي ابنةُ تِسْع، فرَوَتْ عنه عِلمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعْد، وحمْزَة بن عمرو الأسْلمي، وجُدَامَةَ بنتِ وهْب..\" [1]. 2- حبُّ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لها: اختارَها الله لنبيِّه، حيثُ رآها في المنام، كما جاء في الصحيحَيْن - واللَّفْظ لمسلِم - عن عائشةَ قالتْ: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أُريتكِ في المنام ثلاثَ ليالٍ، جاءَني بكِ المَلَك في سَرَقةٍ (قطعة) مِن حريرٍ، فيقول: هذه امرأتُك، فأَكْشِف عن وجْهِكِ، فإذا أنتِ هي، فأقول: إنْ يَكُ هذا مِن عندَ الله يُمضِه)). وعن عمرِو بن العاص - رضي الله عنه - قال: بعَثَني رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على جيشِ ذاتِ السلاسل، قال: فأتيتُه قال: قلتُ: يا رسولَ الله، أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، قال: قلت: فمِن الرِّجال؟ قال: ((أبوها إذًا))، قال: قلت: ثُمَّ مَن؟ قال: ((عمر))، قال: فعدَّ رِجالاً\"؛ أخرجه الشيخان. 3- دعاءُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لها: عن عائشةَ قالت: لمَّا رأيتُ مِن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - طِيبَ النَّفْس قلت: يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ لي، فقال: ((اللهمَّ اغفرْ لعائشةَ ما تقدَّم مِن ذنبِها وما تأخَّر، وما أسَرَّتْ وما أعْلَنتْ))، فضحِكتْ عائشةُ حتى سقَط رأسها في حجْرِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الضحِك، فقال: ((أيَسرُّكِ دُعائي؟))، فقالت: وما لي لا يَسرُّني دعاؤك؟! فقال: ((واللهِ إنَّها لدَعْوَتي))؛ أخرجه البزَّار في مسنده، وحَسَّنه الألباني. 4- ثناءُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصحابته عليها: عن أبي موسى الأشعريِّ - رضي الله عنه - قال: قالَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كَمَلَ منَ الرِّجال كثيرٌ، ولم يَكْمُلْ منَ النِّساءِ إلاَّ مريمُ بنتُ عِمرانَ، وآسِيةُ امرأةُ فِرعونَ، وفضْلُ عائشةَ على النِّساءِ كفَضْل الثَّرِيدِ على سائرِ الطعام))؛ صحيح البخاري. وعَنْ عَائِشَةَ - رضِي الله عنها - قَالَتْ: قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَوْمًا: ((يا عائِشَ، هَذا جبْريلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَم))، فَقُلْتُ: وَعليه السلام ورحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُه، تَرَى ما لا أَرى - تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ، صلَّى الله عليه وسلَّم؛ رواه الشيخان - البخاريُّ ومسلم. وعن الحَكمِ: سمعتُ أبا وائلٍ قال: \"لَمَّا بعَثَ عليٌّ عَمَّارًا والحسنَ إلى الكوفَة؛ ليستَنفِرَهم، خَطبَ عمَّارٌ فقال: إنِّي لأعلمُ أنَّها زوجتُهُ في الدُّنيا والآخِرة، ولكنَّ اللَّهَ ابتَلاكم؛ لتتبعوهُ أو إيَّاها\"؛ رواه البخاري. وعَنْ أَنَسِ بن مالكٍ - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَقولُ: ((فَضْلُ عائِشَةَ على النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ على الطَّعام))؛ رواه الشيخان - البخاري ومسلم. 5- عبادتها وزُهدها: وقد كانتْ أُمُّ المؤمنين كثيرةَ الصيام، حتى ضعُفت، كما جاء في السِّيَر للذهبي - رحمه الله تعالى - عن عبدِالرحمن بن القاسِم، عن أبيه: أنَّ عائشةَ كانتْ تصوم الدَّهْر. كما كانتْ زاهدةً في الدنيا، فعَنْها قالت: \"ما شَبِع آلُ محمَّد يومَيْن من خُبزِ بُرٍّ إلا وأحدهما تَمْر\"؛ متفق عليه. وعن عطاء: أنَّ معاويةَ بعَث إلى عائشةَ بقِلادةٍ بمائةِ ألْف، فقسمتْها بيْن أمَّهات المؤمنين، وعن عُروةَ، عن عائشة: أنَّها تصدَّقتْ بسَبْعِين ألفًا; وإنَّها لتُرقِّع جانبَ دِرْعها - رضي الله عنها. وعن أُمِّ ذَرَّة، قالت: بعَث ابنُ الزبير إلى عائشةَ بمالٍ في غِرَارتَيْن، يكون مائة ألْف، فدَعَتْ بطَبق، فجعَلتْ تقسم في الناس، فلمَّا أمسَت، قالت: هاتِي يا جاريةُ فُطوري، فقالت أمُّ ذَرَّة: يا أمَّ المؤمنين، أمَا استطعتِ أن تشتري لنا لحمًا بدِرْهم؟! قالت: لا تُعنِّفيني، لو أذْكْرِتني لفعلتُ[2]. 6- فِقهُ وعِلم أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: قال الزُّهريُّ: لو جُمِع عِلمُ عائشة إلى عِلمِ جميعِ النساء، لكان علمُ عائشةَ أفْضلَ[3]. كما أنَّ الله قد وهَبَها الذكاءَ والفِطنة، وسُرعةَ الحافظة، قال ابن كثير: \"لم يَكُن في الأُممِ مثلُ عائشةَ في حِفْظها وعِلْمها، وفصاحتِها وعَقْلِها\"، ويقول الذهبيُّ: \"أفْقَهُ نِساء الأمَّة على الإطلاق، ولا أعْلمُ في أمَّة محمَّد، بل ولا في النِّساء مطلقًا امرأةً أعلمَ منها\". وقدْ تجاوز عددُ الأحاديث التي روتْها ألْفَيْن ومائة حديث عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهي مُشتَهِرة في كُتُب السُّنَّة: البخاري ومسلم، والسُّنن والمسانيد، وغيرها؛ قال الحافظُ الذهبيُّ: مُسْنَد عائشة يبلُغ ألْفَين ومائتين وعشرة أحاديث؛ اتَّفق البخاريُّ ومسلمٌ لها على مائةٍ وأربعةٍ وسبعين حديثًا، وانفرَد البخاريُّ بأربعةٍ وخمسين، وانفرد مسلِمٌ بتِسعة وستِّين[4]. ويقول عُروةُ بنُ الزُّبَيْر: \"ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بفِقه، ولا بِطبٍّ ولا بِشِعر من عائشةَ - رضي الله عنها\"، وقال فيها أبو عُمرَ بنُ عبدالبرِّ: \"إنَّ عائشةَ كانتْ وحيدةً بعصرها في ثلاثةِ علوم: علم الفقه، وعلم الطب، وعلم الشِّعر\". كما كانتِ المرجعَ الكبيرَ لكِبار الصحابة، خاصَّة عندَ المواقف والملمَّات، كما كانتْ تُفتي بما لدَيْها من عِلمٍ وفِقه في عهد الخليفةِ عمرَ وعثمانَ - رضي الله عنهما - إلى أن تُوفِّيت - رحمها الله ورضي عنها. 7- نزول برائتِها مِن حادثة الإفْك من عندَ الله تعالى: وقدْ تعرَّضَتْ - رضِي الله عنها - إلى ابتلاءٍ شديد، وفِتْنةٍ كبيرة، حيث طَعَن في شرَفِها وعِرْضها المنافقون في المدينة، فأنْزَل الله براءتَها من فوقِ سبعِ سموات، وقد قالتْ - رضي الله عنها - كما في الصحيحين: \"... ثُمَّ تحولتُ واضطجعتُ على فِراشي، والله يعلم أنِّي حينئذٍ بريئةٌ، وأنَّ الله مُبرِّئي ببراءتي، ولكن واللهِ ما كنتُ أظنُّ أنَّ الله منزلٌ في شأني وحيًا يُتْلَى، لشأني في نفْسي كان أحْقرَ مِن أن يتكلَّم الله فيَّ بأمْر، ولكن كنتُ أرْجو أن يرَى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في النومِ رُؤيَا يُبرِّئني الله بها، فواللهِ ما رام رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مجلسَه، ولا خرَج أحدٌ مِنْ أهل البيت حتَّى أُنزِل عليه، فأخَذَه ما كان يأخُذُه من البُرَحَاء، حتى إنَّه ليتحدَّر منْه مِن العَرَق مثل الجُمَان، وهو في يومٍ شاتٍ مِن ثِقَلِ القوْل الذي أُنزِل عليه. قالت: فَسُرِّي عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يَضْحَك، فكانتْ أوَّل كَلمةٍ تَكلَّم بها أنْ قال: ((يا عائشةُ، أمَّا اللهُ فقدْ بَرَّأكِ))، قالت: فقالتْ لي أُمِّي: قُومِي إليه، فقلتُ: واللهِ لا أقومُ إليه، فإنِّي لا أحْمَدُ إلاَّ اللهَ - عزَّ وجلَّ. قالت: وأنزَل الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ﴾ [النور: 11] الآيات...\". قال ابنُ كثير: \"فغار اللهُ لها وأنْزَلَ براءتَها في عشْر آياتٍ تُتلى على الزمان، فسَمَا ذِكْرُها، وعلا شأنُها؛ لتسمعَ عفافَها وهي في صِباها، فشَهِدَ الله لها بأنَّها مِنَ الطَّيِّبات، ووعدَها بمغفرةٍ ورِزق كريم\". ومَع هذه المنزِلَةِ العالية، والتبرِئة العالية الزكيَّة مِنَ الله تعالى، تَتَواضَعُ وتقول: \"ولَشَأنِي في نفْسي أهونُ مِن أن يُنزِل الله فيَّ قرآنًا يُتْلَى\"! 8- خصائص أمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -: قال ابنُ القيِّم - رحمه الله -: ومِن خصائصها: أنَّها كانتْ أحبَّ أزواج رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إليه، كما ثبَت عنْه ذلك في البخاريِّ وغيره، وقد سُئِل: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، قيل: فمِن الرِّجال؟ قال: ((أبوها)). ومِن خصائصها أيضًا: أنَّه لَمْ يتزوَّج امرأةً بِكرًا غيرها، ومن خصائصها: أنَّه كان يَنزِل عليه الوحيُ وهو في لحافِها دونَ غيرِها، ومِن خصائصها: أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - لَمَّا أنزل عليه آيةَ التخيير بدأ بها فخيَّرها، فقال: ((ولا عليكِ ألاَّ تَعْجَلي حتى تستأمري أَبَوَيك))، فقالت: أفِي هذا أسْتَأمِر أبوي؟! فإنِّي أُريد اللهَ ورسولَه والدارَ الآخِرة، فاستنَّ بها - أي: اقتَدَى - بقيةُ أزواجه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقُلْنَ كما قالتْ. ومِن خصائصها: أنَّ الله سبحانه برَّأها ممَّا رماها به أهلُ الإفك، وأنْزَل في عُذرِها وبراءتِها وحيًا يُتْلَى في محاريبِ المسلمين وصلواتهم إلى يومِ القيامة، وشَهِد لها بأنَّها مِنَ الطيِّبات، ووعَدَها المغفرةَ والرِّزقَ الكريم، وأخْبَر سبحانه أنَّ ما قيل فيها مِنَ الإفك كان خيرًا لها، ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شَرًّا لها، ولا عائبًا لها، ولا خافضًا مِن شأنها، بل رَفَعها الله بذلك وأعْلى قدْرَها، وأعْظَمَ شأنها، وصار لها ذِكرًا بالطيب والبراءة بيْن أهلِ الأرض والسماء، فيا لها مِن مَنْقَبة ما أجلَّها! ومِن خصائِصها - رضي الله عنها -: أنَّ الأكابرَ مِنَ الصحابة - رضي الله عنهم - كان إذا أَشْكَل عليهم أمرٌ مِن الدِّين استفتوها فيَجِدون عِلمَه عندَها. ومِن خصائصها - رضي الله عنها -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تُوفِّي في بيتها، وفي يومِها، وبيْن سَحْرِها ونَحْرها، ودُفِن في بيتها. ومِن خصائصها - رضي الله عنها -: أنَّ الناسَ كانوا يتحرَّوْن بهداياهم يومَها مِن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تقربًا إلى الرسولِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيُتْحفونَه بما يحبُّ في منزلِ أحبِّ نسائِه إليه - صلَّى الله عليه وسلَّم ورضي الله عنهنَّ أجمعين[5]. وقال الإمام بدرُ الدِّين الزَّرْكشيُّ في \"الإجابة لإيراد ما استدركتْه عائشةُ على الصحابة\" - وهو يَتكلَّم في خصائصها، رضي الله عنها - الأربعين، قال: \"والخامِسة - أي: مِن الخصائص -: نزول براءتِها منَ السماء بما نَسَبه إليها أهلُ الإفك في ستَّ عشرةَ آية متوالية، وشَهِد لها بأنَّها من الطيِّبات، ووعَدها بالمغفرةِ والرِّزق الكريم، قال: والسادس: جَعله قُرآنًا يُتْلَى إلى يومِ القيامة؛ أي: الآيات التي نزلَتْ في براءتِها. وقال - في العاشرة -: وجوب محبَّتِها على كلِّ أحد، ففي الصحيح: لمَّا جاءتْ فاطمة - رضي الله عنها - إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لها: ((ألسْتِ تُحبِّين ما أُحبُّ؟)) قالت: بلى، قال: ((فأَحبِّي هذه - يعني: عائشة))، وهذا الأمْرُ ظاهِرُه الوجوب. وقال - في الحادية عشرة -: إنَّ مَن قذَفها فقَدْ كفَر؛ لتصريحِ القرآن الكريم ببراءتِها، وقال - في الثانية عشرة -: مَن أنْكَر كونَ أبيها أبي بَكْرٍ الصِّدِّيق - رضي الله عنه - صحابيًّا كان كافرًا، نصَّ عليه الشافعيُّ، فإنَّ الله تعالى يقول: ﴿ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، ومُنكِر صُحْبةِ غير الصَّدِّيق يَكْفُر لتكذيبه التواتُر[6]؛ انتهى مختصرًا. 9- وفاتها - رضي الله عنها -: تُوفِّيت - رضي الله عنها وأرْضاها - سَنةَ سَبْعٍ وخمسين على الصحيحِ، وقيل: سَنَة ثمان وخمسين، في ليلةِ الثلاثاء لسَبْعَ عشرةَ خَلَتْ مِن رمضان بعدَ الوتر، ودُفنت من ليلتها، وصلَّى عليها أبو هريرة، بعدَ أن عمرتْ ثلاثًا وستين سَنَة وأشهرًا - كما ذَكَر الذهبيُّ في \"السِّير\"[7]. 10- حُكم الإسلام فيمَن سبَّ أمَّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: قال تعالى في تزكيةِ أمِّ المؤمنين ومكانتِها وغيرِها من زوجاتِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾[الأحزاب: 6]. وقدْ أجْمَع علماءُ الإسلام قاطبةً مِن أهل السُّنَّة والجماعة على أنَّ مَن سبَّ أمَّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ورَماها بما برَّأها الله منه أنه كافِرٌ، ورُوي عن مالكِ بن أنس أنَّه قال: مَن سَبَّ أبا بكرٍ وعُمرَ جُلِد، ومَن سَبَّ عائشةَ قُتِل، قيل له: لِمَ يقتلُ في عائشة؟ قال مالك: فمَن رماها فقدْ خالَفَ القرآن، ومَن خالف القرآنَ قُتِل. قال أبو مُحمَّد ابنُ حزْم الظاهريُّ - رحمه الله-: قول مالك هذا صحيحٌ، وهي رِدَّة تامَّة، وتكذيبٌ لله تعالى في قَطْعِه ببراءتها. وقال أبو الخطَّابِ ابنُ دِحية في أجوبة المسائل: وشَهِد لقول مالك كتابُ الله، فإنَّ الله إذا ذَكَر في القرآن ما نَسَبه إليه المشرِكون سبَّح نفسَه لنفسِه، قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ ﴾ [الأنبياء: 26]، والله تعالى ذَكَر عائشةَ، فقال: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16]، فسبَّح نفْسَه في تنزيهِ عائشةَ، كمَا سبَّح نفسَه لنفسِه في تنزيهه؛ حكاه القاضي أبو بكر ابن الطيِّب[8]. وقال أبو بكر ابنُ زياد النيسابوريُّ: سَمعتُ القاسمَ بنَ محمَّد يقول لإسماعيلَ بن إسحاقَ: أُتِي المأمون في (الرَّقة) برَجلين شَتَم أحدُهما فاطمةَ، والآخَرُ عائشةَ، فأمَر بقَتْل الذي شتَم فاطمةَ وترَك الآخَر، فقال إسماعيلُ: ما حُكْمُهما إلاَّ أن يُقتلاَ؛ لأنَّ الذي شتَم عائشةَ ردَّ القرآن. قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية - رحمه الله - تعقيبًا عليه: وعلى هذا مضَتْ سِيرةُ أهل الفِقه والعِلم مِن أهل البيت وغيرِهم. وقالَ ابنُ العربيِّ - رحمه الله -: كلُّ مَن سبَّها بما برَّأها الله منه فهو مُكذِّب لله، ومَن كذَّب الله فهو كافِر. وقال ابن قُدامة: فمَن قذَفها بما بَرَّأها الله منه فقدْ كفَر بالله العظيم. وقال الإمامُ النوويُّ - رحمه الله -: براءةُ عائشة - رضي الله عنها - مِنَ الإفْك، وهي براءةٌ قطعية بنصِّ القرآن العزيز، فلو تَشكَّك فيها إنسانٌ - والعياذ بالله - صار كافرًا مرتدًّا بإجماعِ المسلمين. وقال ابنُ القيِّم - رحمه الله -: واتَّفقتِ الأُمَّة على كُفْر قاذفِها. وقد رُوِي عَنْ عَمْرِو بنِ غالِبٍ: أنَّ رَجُلاً نالَ مِنْ عائِشَةَ عندَ عَمَّارٍ، فقالَ: اغْرُبْ مَقْبوْحًا، أَتُؤذِي حَبِيبةَ رَسُول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟! قال الذهبيُّ في السِّيَر: صحَّحَه الترمذيُّ في بعضِ النُّسخ، وفي بعضِ النُّسخ قال: هذا حديثٌ حسَن. كاتب إسلامي – ومشرف موقع طريق المصلحين بريد – sheikhatef@maktoob.com
---------------------------
[1] سير أعلام النبلاء (2/135). [2] سير أعلام النبلاء (2/187). [3] سير أعلام النبلاء (2/141). [4] سير أعلام النبلاء (2/139). [5] جلاء الأفهام (ص: 237 – 241). [6] الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة؛ للزركشي. [7] السير (2/192). [8] الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص: 29). |
السبت، 27 فبراير 2016
من فضائل أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ومناقبها حبيبة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم
الجمعة، 12 فبراير 2016
عودة دور المجوس (الشيخ عبد الله العبيلان)
عودة دور المجوس
الشيخ
عبد الله العبيلان حفظه الله
الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد
المتمعن قليلا في الاحداث ومجريات الامور يجد ان هناك دورا اعلاميا مغرضاً يريد اظهار الشيعة واسقاط الدول السنية وعلى رأسها السعودية ثم مصر وهذا ما تعمل له ايران منذ سنوات وللأسف أن يغتر كثير من الناس ويتبع هذه المخططات دونما تعقل أو تثبت وهذا مخطط أمريكي ايراني بدأ قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر حين بدأ التحالف الأمريكي الإيراني في إسقاط دولة طالبان وكان الثمن هو تمكين الرافضة من العراق وذلك أن الغرب اعتقد أن الخطر الأعظم عليه من المسلمين السنة فكان لابد من التحالف مع اعدائهم الرافضة , فكان لابد من إثارة القلاقل في بلاد المسلمين أهل السنة وإظهار البديل المصطنع كنصير للإسلام وهم الرافضة , وبدأ ذلك بانسحاب اليهود من لبنان لإظهار الرافضة من خلال مايسمى بحزب الله بالمجاهدين واغتر بذلك بعض المنتسبين للعلم من أهل السنة وحضروا مؤتمرات الرافضة في لبنان وغيرها مؤيدين لهم غير متفطنين أن الرافضة تحالفوا مع اليهود في مجازر صبرا وشاتيلا ومتناسين مافعله جيش المهدي بأهل السنة في العراق بالتواطئ مع امريكا وايران ومتناسين تاريخ الرافضة بالتحالف مع اليهود والنصارى على مدى تاريخ الأمة الإسلامية ضد أهل السنة وذلك باتفاق اهل السنة , ولكن لما كانت منطلقات بعض الجماعات المنتسبة الى السنة ليست نابعة من الكتاب والسنة بلعوا الطعم ومجدوا قيادات الرافضة في لبنان ثم توالت المسرحيات الإعلامية في مايسمى بالمفاعل النووي الإيراني تجري بين الطرفين , والتنسيق بينهما على أشده لإيجاد بؤر الصراع والتوتر في محيط اهل السنة , وتسخير الإعلام متمثلا في قناة الجزيرة وغيرها حيث تبث عبر المذياع لتنفيذ هذا وكانت الجائزة لبعض القائمين على هذه القنوات أن جعلت لهم امريكا دورا في ادارة شؤون المنطقة , كدور بعضهم في حل الصراع اللبناني اللبناني وذلك بالتنسيق مع ايران وانظر جداول زيارات بعض الحكام الى ايران في تلك الفترة كما استضافو رئيس ايران في قمة التعاون الخليجي , ولا يغرنك ضرب اليهود للبنان في 2006 فهي غلطة وقع فيها حسن نصر الله وكان لابد من تأديبه , ثم رفعوا اسهمه بعد ذلك بإخراج الأسرى اللبنانيين كما يفعلون مع محمود عباس , على أن الضرب كان على مواقع اهل السنة في معظم الأحيان , دل على ذلك بوضوح إطلاقهم والأمريكان يد سوريا ومايسمى بحزب الله على أهل السنة في لبنان بعد ذلك ولم ينطق معظم المتحمسين الإسلاميين ببنت شفة للإنكار على الرافضة , وهذا لجهلهم بحقيقة مايدور في المنطقة , وأما مايتعلق بحماس فإنهم لم يفطنوا الى مكر الرافضة وظنوا أنهم يناصرونهم لنصرة الإسلام ولم يعلموا أن المقصود هو ضرب اهل السنة , فجعلوها تتبنى مواقف لاقدرة لها على التفاعل معها ولا تصغ لأهل السنة ولذا لما كان الصلح في مكة بين حماس وفتح كان أعظم الناقمين امريكا واليهود والرافضة في ايران حتى عملوا جميعا على إفشاله وكان الهدف الأخير للرافضة بالنسبة لحماس هو ضرب اسرائيل لها والعجيب أنهم يلقون اللوم على أهل السنة ويتناسون من دفعهم إلى الحال التي وصلوا إليها ثم تخلى عنهم كما قال أحد قادتهم " نريد من حزب الله أفعالاً لا أقوالاً " وصار المستضعفون من الرجال والنساء والولدان في غزة ضحية لعبة سياسية قذرة , فحينئذا تعلم أن الرافضة يريدون الانتقام للحسين رضي الله عنه بزعمهم باهدار دماء اهل السنة بيد اليهود والنصارى اوبيد الرافضة او بيد اهل السنة انفسهم , والذي اعتقده وأدين الله به أن الذي يعمل ضد أهل السنة في المملكة وغيرها من تلك المنطلقات الباطنية أنه محارب لله ولرسوله منفذ لمخططات اليهود والنصارى واذنابهم من الرافضة شعر أولم يشعر , وبهذا تعلم أن مايجري في فلسطين وراءه هدف اخر اعظم منه وهوإ ثارة الفتن في السعودية ومصر على وجه الخصوص لهدم معاقل اهل السنة , وقد فطن بعض المتكلمين في القضايا الإسلامية اخيرا لهذا وصار يحذر من الرافضة ولكن لايزال الإعلام المدعوم من الغرب هو الموجَِه مع الأسف لمايسمى بقادة الفكر الإسلامي وهم إما يريدون مجاملة الطغام من العامة الذين لايعلمون حقائق الأمور للحفاظ على مواقعهم الإعلامية أوأنهم متواطئون أوجهلة بحقيقة الدين الذي بعث الله به رسوله والعاقل هو الذي يسعى لحفظ رأس ماله فلا يضيعه بحجة الحصول على الربح , لذا فإني ادعو جميع المسلمين في هذه البلاد لأن يعملوا بأمر الله لهم بالإجتماع على ولي أمرهم عملا بقوله تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103 وقوله عليه السلام (إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شيئا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعا ولا تَفَرَّقُوا وأن تناصحوا من ولاه الله امركم ) اخرجه مسلم من حديث ابي هريرة وهذا لفظ اهل السنن , وأن يعلموا أن من أعظم نعم الله علينا هي نعمة وحدة العقيدة ووحدة الولاية , ومن ثم نعمة الأمن ويسر العيش كما احذرهم من الإنسياق وراء الإعلام المغرض الذي تحركه اياد خفية تعمل في الظلام وانظروا الى طريقة الغرب قبل تمزيقه لأي دولة ماالذي يسعى للسيطرة عليه , كما حدث في دول الاتحاد السوفييتي سابقا وغيرها يسعى للسيطرة على الإعلام حتى يتمكن من توجيه الهمج الرعاع لتنفيذ أهدافه , كما قال بعض المتكلمين المنتسبين الى مايسمى بالفكر الإسلامي في احدى القنوات عن الأحداث الأخيرة "إن الشعوب قالت كلمتها" وهو بهذا يردد كلمات الغربيين واذنابهم , واحذرهم ممن قال الله فيهم {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }سبأ19 فلم يصبروا على النعم واستدعوا البلاء فكان عاقبتهم أن مزقهم الله كل ممزق وأن يعلموا أن الأمة الإسلامية اليوم متفرقة فلا يطالبوا ولي امرهم بمالاقدرة عليه فإن الغرب وأذنابهم يريدون استدراجه الى التهور ومن ثم تكون لهم الحجة للإنقضاض على بلاد الحرمين وتقطيعها ومن الذي يردهم لولا لطف الله ودفعه , ويعلم العام والخاص من اهل هذه البلاد وغيرهم أن خادم الحرمين لن يدخر وسعا في رفع الظلم عنهم ما امكنه , وحينئذ فيجب علينا التنبه حتى لانكون ممن يسعى لإطفاء نور الله , وأن يناصروا إخوانهم المستضعفين في فلسطين وغيرها بقدر الإستطاعة بالمال والدواء وأعظم من ذلك الدعاء لهم وعلى اعدائهم ,
اسأل الله أن يجمع المسلمين على دينه الذي بعث به رسوله , وأن يدفع عنهم شر أعدائهم من الكفار والمنافقين والسماعين لهم أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا واله وصحبه .
المتمعن قليلا في الاحداث ومجريات الامور يجد ان هناك دورا اعلاميا مغرضاً يريد اظهار الشيعة واسقاط الدول السنية وعلى رأسها السعودية ثم مصر وهذا ما تعمل له ايران منذ سنوات وللأسف أن يغتر كثير من الناس ويتبع هذه المخططات دونما تعقل أو تثبت وهذا مخطط أمريكي ايراني بدأ قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر حين بدأ التحالف الأمريكي الإيراني في إسقاط دولة طالبان وكان الثمن هو تمكين الرافضة من العراق وذلك أن الغرب اعتقد أن الخطر الأعظم عليه من المسلمين السنة فكان لابد من التحالف مع اعدائهم الرافضة , فكان لابد من إثارة القلاقل في بلاد المسلمين أهل السنة وإظهار البديل المصطنع كنصير للإسلام وهم الرافضة , وبدأ ذلك بانسحاب اليهود من لبنان لإظهار الرافضة من خلال مايسمى بحزب الله بالمجاهدين واغتر بذلك بعض المنتسبين للعلم من أهل السنة وحضروا مؤتمرات الرافضة في لبنان وغيرها مؤيدين لهم غير متفطنين أن الرافضة تحالفوا مع اليهود في مجازر صبرا وشاتيلا ومتناسين مافعله جيش المهدي بأهل السنة في العراق بالتواطئ مع امريكا وايران ومتناسين تاريخ الرافضة بالتحالف مع اليهود والنصارى على مدى تاريخ الأمة الإسلامية ضد أهل السنة وذلك باتفاق اهل السنة , ولكن لما كانت منطلقات بعض الجماعات المنتسبة الى السنة ليست نابعة من الكتاب والسنة بلعوا الطعم ومجدوا قيادات الرافضة في لبنان ثم توالت المسرحيات الإعلامية في مايسمى بالمفاعل النووي الإيراني تجري بين الطرفين , والتنسيق بينهما على أشده لإيجاد بؤر الصراع والتوتر في محيط اهل السنة , وتسخير الإعلام متمثلا في قناة الجزيرة وغيرها حيث تبث عبر المذياع لتنفيذ هذا وكانت الجائزة لبعض القائمين على هذه القنوات أن جعلت لهم امريكا دورا في ادارة شؤون المنطقة , كدور بعضهم في حل الصراع اللبناني اللبناني وذلك بالتنسيق مع ايران وانظر جداول زيارات بعض الحكام الى ايران في تلك الفترة كما استضافو رئيس ايران في قمة التعاون الخليجي , ولا يغرنك ضرب اليهود للبنان في 2006 فهي غلطة وقع فيها حسن نصر الله وكان لابد من تأديبه , ثم رفعوا اسهمه بعد ذلك بإخراج الأسرى اللبنانيين كما يفعلون مع محمود عباس , على أن الضرب كان على مواقع اهل السنة في معظم الأحيان , دل على ذلك بوضوح إطلاقهم والأمريكان يد سوريا ومايسمى بحزب الله على أهل السنة في لبنان بعد ذلك ولم ينطق معظم المتحمسين الإسلاميين ببنت شفة للإنكار على الرافضة , وهذا لجهلهم بحقيقة مايدور في المنطقة , وأما مايتعلق بحماس فإنهم لم يفطنوا الى مكر الرافضة وظنوا أنهم يناصرونهم لنصرة الإسلام ولم يعلموا أن المقصود هو ضرب اهل السنة , فجعلوها تتبنى مواقف لاقدرة لها على التفاعل معها ولا تصغ لأهل السنة ولذا لما كان الصلح في مكة بين حماس وفتح كان أعظم الناقمين امريكا واليهود والرافضة في ايران حتى عملوا جميعا على إفشاله وكان الهدف الأخير للرافضة بالنسبة لحماس هو ضرب اسرائيل لها والعجيب أنهم يلقون اللوم على أهل السنة ويتناسون من دفعهم إلى الحال التي وصلوا إليها ثم تخلى عنهم كما قال أحد قادتهم " نريد من حزب الله أفعالاً لا أقوالاً " وصار المستضعفون من الرجال والنساء والولدان في غزة ضحية لعبة سياسية قذرة , فحينئذا تعلم أن الرافضة يريدون الانتقام للحسين رضي الله عنه بزعمهم باهدار دماء اهل السنة بيد اليهود والنصارى اوبيد الرافضة او بيد اهل السنة انفسهم , والذي اعتقده وأدين الله به أن الذي يعمل ضد أهل السنة في المملكة وغيرها من تلك المنطلقات الباطنية أنه محارب لله ولرسوله منفذ لمخططات اليهود والنصارى واذنابهم من الرافضة شعر أولم يشعر , وبهذا تعلم أن مايجري في فلسطين وراءه هدف اخر اعظم منه وهوإ ثارة الفتن في السعودية ومصر على وجه الخصوص لهدم معاقل اهل السنة , وقد فطن بعض المتكلمين في القضايا الإسلامية اخيرا لهذا وصار يحذر من الرافضة ولكن لايزال الإعلام المدعوم من الغرب هو الموجَِه مع الأسف لمايسمى بقادة الفكر الإسلامي وهم إما يريدون مجاملة الطغام من العامة الذين لايعلمون حقائق الأمور للحفاظ على مواقعهم الإعلامية أوأنهم متواطئون أوجهلة بحقيقة الدين الذي بعث الله به رسوله والعاقل هو الذي يسعى لحفظ رأس ماله فلا يضيعه بحجة الحصول على الربح , لذا فإني ادعو جميع المسلمين في هذه البلاد لأن يعملوا بأمر الله لهم بالإجتماع على ولي أمرهم عملا بقوله تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103 وقوله عليه السلام (إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شيئا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعا ولا تَفَرَّقُوا وأن تناصحوا من ولاه الله امركم ) اخرجه مسلم من حديث ابي هريرة وهذا لفظ اهل السنن , وأن يعلموا أن من أعظم نعم الله علينا هي نعمة وحدة العقيدة ووحدة الولاية , ومن ثم نعمة الأمن ويسر العيش كما احذرهم من الإنسياق وراء الإعلام المغرض الذي تحركه اياد خفية تعمل في الظلام وانظروا الى طريقة الغرب قبل تمزيقه لأي دولة ماالذي يسعى للسيطرة عليه , كما حدث في دول الاتحاد السوفييتي سابقا وغيرها يسعى للسيطرة على الإعلام حتى يتمكن من توجيه الهمج الرعاع لتنفيذ أهدافه , كما قال بعض المتكلمين المنتسبين الى مايسمى بالفكر الإسلامي في احدى القنوات عن الأحداث الأخيرة "إن الشعوب قالت كلمتها" وهو بهذا يردد كلمات الغربيين واذنابهم , واحذرهم ممن قال الله فيهم {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }سبأ19 فلم يصبروا على النعم واستدعوا البلاء فكان عاقبتهم أن مزقهم الله كل ممزق وأن يعلموا أن الأمة الإسلامية اليوم متفرقة فلا يطالبوا ولي امرهم بمالاقدرة عليه فإن الغرب وأذنابهم يريدون استدراجه الى التهور ومن ثم تكون لهم الحجة للإنقضاض على بلاد الحرمين وتقطيعها ومن الذي يردهم لولا لطف الله ودفعه , ويعلم العام والخاص من اهل هذه البلاد وغيرهم أن خادم الحرمين لن يدخر وسعا في رفع الظلم عنهم ما امكنه , وحينئذ فيجب علينا التنبه حتى لانكون ممن يسعى لإطفاء نور الله , وأن يناصروا إخوانهم المستضعفين في فلسطين وغيرها بقدر الإستطاعة بالمال والدواء وأعظم من ذلك الدعاء لهم وعلى اعدائهم ,
اسأل الله أن يجمع المسلمين على دينه الذي بعث به رسوله , وأن يدفع عنهم شر أعدائهم من الكفار والمنافقين والسماعين لهم أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا واله وصحبه .
الاثنين، 8 فبراير 2016
أَلْبِسَةُ الرِّجَال .. ضَوَابِط ونَمَاذِج
عمر السنوي الخالدي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اتّبع هداه.
أما بعد:
فمِن المعلوم أنّ (الأصل في الأشياء الإباحة إلا ما ورد الدليل على المنع منه) وهذه قاعدة أساسية مقرَّرة في شريعتنا، وهي تعني عند الفقهاء والأصوليين: أنّ الإذْنَ والسماحَ وعدَمَ الحرَج هو الحُكْمُ الذي يجب استصحابه في الأعيان والأفعال قبلَ ورُودِ الشرْع أو بَعْد ورُودِهِ إنْ كان مِن قَبيل المسكوتِ عنه(1).
واللباس هو من هذه الأشياء التي يكون الأصل فيها الإباحة، لأنها من أمور العادات لا العبادات؛ قال الله -تعالى-: {قُل مَن حرَّم زينةَ اللهِ الّتي أخرَجَ لِعبادِه والطّيبات مِن الرزْق}(2)، فيُباح للإنسان أن يلبس ما شاء من الثياب، لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً}.
ولكن هذا الأصل قد تعتريه أحكامٌ تؤخَذ إمّا من عموم ضوابط الشريعة أو من نصوص خاصة دلّت على إخراج الحكم عن أصله.. أي: تُحيله من الإباحة إلى الوجوب أو الاستحباب، أو من الإباحة إلى التحريم أو الكراهة.
وتختلف هذه الأحكام من الذكَر إلى الأنثى، ومن البالغ إلى الصبي، ومن مكان إلى مكان، ومن زمان إلى زمان، ومن قوم إلى قوم.
والذي يَعنينا -هنا-: الأحكام التي تخصّ لباس الرجال -تحديداً-، والتي يمكن إجمالها في نقاطٍ جمَعَتْ ضوابط وشروط اللباس المباح للرجال، وهي على النحو التالي:
أولاً: الطهارة (النظافة)؛ دليل ذلك قول الله -سبحانهوتعالى-: {وثيابك فطهر} والآية عامة في الصلاة وفي كل وقت وحال. وجاء في الحديث عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زائراً في منزلنا فرأى رجلاً عليه ثياب وسخة فقال: "أما كان لهذا ما يغسل به ثوبه؟!"(3).
ثانياً: ستر العورة؛ دليل ذلك قول الله -عز وجل-: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ}، وقوله -تعالى- للمؤمنين: {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}، وجاء في الحديث الصحيح: (قال رجل: يا نبي الله!عوراتنا؛ ما نأتي منها وما نذر؟ قال: "احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك"،قلت: فإذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: "إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يراها"، قلت: يا رسول الله! فإذا كان أحدنا خالياً؟ قال: "فالله أحق أن يستحيا منه من الناس")(4).
وقد ثبت أنَّ رَسُولَ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "إنَّ مَا تَحْتَ السُّرَّةِ إِلَى الرُّكْبَةِ عَوْرَةٌ"(5)، فلا يجوز للرجل كشف ما بين سرته وركبته -على الراجح من قول العلماء-.
ويحسن التنبيه إلى أن ستر العورة ليس عكسه الكشف والتعري المطلق فقط، بل إنّ مِن الإخلال بالستر أن تكون الثياب شفافة أو مما يلتسق على الجسم فيصف العورة، وهذا أمر يكثر وجوده اليوم سواء فيما يسمى بالبيجامة، وملابس الرياضة، وبعض موديلات البذلة، أو ما يسمى بالـ(قيمص)=(الدشاشة)=(الثوب).
إذن؛ فعلى الرجال الاحتراز من بروز العورة بحسب المستطاع.. ومثالاً على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تسرولوا واتّزروا"(6)، فإذا لبسَ الرجل لباساً شعرَ أنه لا يفي بالغرض من ستر العورة، فليلبس تحته أو فوقه ما يزيد في الستر. وقد رأيتُ بعض أهل اليمن يلبسون الإزار تحت الثوب (الدشداشة).. وهذا فيه زيادة في الاحتراز من بروز العورة حتى وإن هبّت الريح عليه في الطريق.
وأيضاً قد يعتمد ذلك -في كثير من الأحيان- على نوع القماش الذي خِيط منه الثوب؛ فلْيَختَر الرجلُ ما لايلتسق بالجسم ويُحَجِّم العورة .
وكذلك ربما يعتمد الأمر على نوعية الملابس الداخلية، فلا بد من الحرص على الاختيار المناسب.
ثالثاً: عدم التشبّه بالجنس الآخر فيما هو من خصائصه التي اعتاد المجتمع عليها -وكلٌ بحسب مجتمعه مكاناً وزماناً-، أو إن كان مما نصّت الشريعة عليه.
دليل ذلك حديث ابن عباس -رضيالله عنهما- قال: "لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال"(7). وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجل يلبس لبس المرأة، والمرأة تلبس لبس الرجل"(8).
ومن النماذج في هذا الشأن: أنّ رسول الله نهى الرجالَ عن لبس الحرير؛ فقد دلت النصوص الشرعية على حرمة الخالص منه وإباحة لبس اليسير منه، واليسير المباح هو ما كان مُفرَّقاً في غيره، تابعاً غير مستقل بنفسه، وذلك كالكُمّوالجيب ونحوهما، لما ثبت عن معاوية -رضي الله عنه- أنّ رسول الله "نهى عن الحرير إلامقطّعاً"(9).
ومن الأدلة على إباحة يسير الحرير للرجال: أنه كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- جبّة مكفوفة الجيب والكمّين والفُرجين بـ(الديباج)(10) [أي الحرير].
ومن الأدلة أيضاً: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحرير إلا موضع أصبعين أو ثلاث أوأربع"(11).
وهذه الإباحة إباحة مطلقة غير مقيدة بحاجةٍ كالمرض، أومصلحةٍ كالحرب، ولكن يُشترط في كمية الحرير في الثوب الواحد ألا تزيد على مانُسج معه -كما دلّت هذه الأحاديث-، والله أعلم.
ومسألة الحرير قد تدخل في علة أخرى وهي الإسراف والشهرة والخيلاء -كما سيأتي لاحقاً-.
رابعاً: عدم التشبّه بما (يختص به) أهل الكفر والفسق؛ دليل ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المشهور: "مَن تشبَّه بقوم فهو منهم"(12).
والتشبُّه: هو أن يأتي الإنسان بما هو من (خصائصهم) بحيث (لا يشاركهم فيه أحد)(13)؛ كلباس لا يلبسه إلا الكفار أو علامة من علامات الفساق؛ فهذا هو المنهيّ عنه، أما إن كان اللباس شائعاً بين الكفار والمسلمينفلا يُعَدّ تشبّهاً.. والـمَرجِع فيه إلى الأعراف والعادات والبيئة.
ويحسن التنبيه هنا إلى ما يوضَع في الثياب من رموز وتصاوير وأسماء وشعارات؛ فعلى المسلم أن ينتبهإليها وأن يكون منها على وعْيٍ وحذر.
خامساً: اجتناب لباس الشُّهرةِ والإسرافِ والتكبّرِ والخُيَلاءِ؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة"(14). وقال: "إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج فيما بينه وبين الكعبين. ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار؛ ومن جرّ إزاره بطَراً لم ينظر الله إليه"(15). وقال: "إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإنّ الله لا يحب المخيلة"(16). وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، فقال أبوبكر -رضي الله عنه-: إنّ أحدَ شِقَّي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال: "إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء"(17)، قال ابن عبدالبَرّ -رحمه الله-: (مفهومُه أنّ الجرَّ لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد، إلا أنه مذموم) (18).
ومع كل هذه الأحاديث وما فيها من وعيد إلا أنّ العلماء اختلفوا في هذا الفعل (أعني: الشهرة والخيلاءوالبطر)؛ فمنهم مَن يقول بكراهة التنزيه ومنهم مَن يقول بكراهة التحريم.
ومما يُنبَّه إليه في هذا المقام: أنّه لا يلزم أن يكون ثوب الشهرة نفيساً، بل قد تكون الشهرة برديء الثياب؛ قال ابن تيمية -رحمه الله-: (وَتُكْرَهُ الشُّهْرَةُ مِنْ الثِّيَابِ، وَهُوَ الْمُتَرَفِّعُ الْخَارِجُ عَنْ الْعَادَةِ وَالْمُتَخَفِّضُ الْخَارِجُ عَنْ الْعَادَةِ؛ فَإِنَّ السَّلَفَ كَانُوا يَكْرَهُونَ الشهرتين الْمُتَرَفِّعَ وَالْمُتَخَفِّضَ)(19).
فلا تقتصر الشهرة والتكبّر على الإطالة والإسراف، بل قد تكون في الثياب التي يبالِغ أصحابُها في التقصير زاعمين أنهم على هدي الرسول الكريم، فاشتهروا بين الناس بتنطّعهم وبخروجهم عن المألوف، بل ربمايدعوهم فكرُهم هذا إلى ارتداء لباس قوم ليسوا من جلدتهم ولا من بيئتهم ولا من عُرفهم!
وقد رأى أحمد بن حنبل -رحمه الله- رجلاً لابساً بُرداً مخطّطاً بياضاً وسواداً، فقال: (ضع هذا، والْبس لباس أهل بلدك) (20).
وعليه ينسحب حكم مسألة الخيلاء؛ فليست منحصرة بِجَرّ الثوب وإطالته، بل قد تكون بتقصيره ورفعه (حسب الموضة!).. والله المستعان.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ لباس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما كان إلّا مِن لباس عامّة أهل زمانه وبلَدِه، وما انتشرَ التفريق بين لباس المتصدّرين للعلم الدينيّ وبَين عامّة المسلمين إلا في القرون المتأخّرة! ويُخشى أن يكون هذا من البدع التي سلكَها الناس دونما شعوربها، فساهمَتْ في نشر الطبقية البغيضة في المجتمعات.
والقضية الأخيرة التي دارَ حولها الجدل، هي قضية: هل القميص من العادات أم من العبادات، وبخاصّة أنّه قد ورد في الحديث: "كان أحب الثياب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- القميص"؟
والمراد بالقميص -في رأي بعض المعاصرين-: ما يُسمى اليوم في بعض البلدان (ثوباً)، وفي بلدان أخرى (دشداشة).
والحقّ أنهمن أمور العادات كما سلف في الكلام عن أصل حكم اللباس، وأما مَن يقول بغير ذلك فعليه الإتيان بالدليل؛ فإنّ العبادة تحتاج إلى دليل وتشريع، ولا أعلم دليلاً ينص على ذلك. بل يمكن القول بأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يُعرَف على عهده القميص بهذا المعنى، وإنما هو لباس داخليّ يغطِّي الجلْد وتغطِّيه ثيابٌ خارجيَّة، ويُستفاد هذا من قول الله -عز وجل- على لسان يوسف: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا} ووجه الدلالة فيه أنّه مما يلي الجلد وعليه ريح يوسف -عليه الصلاة والسلام-.
وجاء في "معجم المصطلحات الفقهية" في معنى (قميص): (هو اللباس الرقيق، يُرتدى تحت الثياب عادةً). ومنه قولنا اليوم: قميص النوم، وكذلك تسميتنا للشيء الرقيق الذي يُلبَس تحت السترة (أو الجاكيت) بـ: القميص.
أما بالنسبة للحديث الذي أوْرَدوه؛ فإنّه في "الصحيحين" عن أنس بلفظ (الحِبَرَة) وليس (القميص). ولفظ القميص ورد من حديث أم سلمة عند أصحاب السنن، وسكت عنه أبو داود وقد قال في "رسالته لأهل مكة": (كل ما سكتُّ عنه فهو صالح)، وقال الترمذي: (حسَن غريب إنما نعرفه من حديث عبد المؤمن بن خالد تفرد به)، وأعلّه البخاري(21) وابن القطان(22).
والحِبَرَة؛ هي بُرْد يمانيّ مخطّط مَصنوع من الكتان أو القطن،كِساءٌ يُلتَحَفُ به(23)، واختلافه ظاهر عن (الدشداشة) في عصرنا.
وأما لفظ القميص في الحديث الآخر: فلو راجعنا المعاجم -وعلى رأسها في هذا المجال "المعجم العربيلأسماء الملابس"- لوجدناها متفقة على أن القميص في أصله هو لباس يُلبَس تحت الثياب، ويكون من قطن أو كتان أو صوف.
وعليه، فهناك فرْقٌ بين القميص والحِبَرة، فالأخير مفتوح يُلتحَف به ويُلبس فوق الثياب، والثاني مَخيط رقيق يُلبس تحت الثياب غالباً. وكلاهما لا يشبه قميص اليوم! وحتى إن كان هو المعنيّ بالحديث أو ما يقاربه في الشبَه؛ فلا أعلم أحداً جعله من جملة العبادات؛ فأمور اللباس ترجع إلى العادات مع الْتزام الضوابط سالفة الذكر.
أما ما وردَ على لسان بعض أهل العلم من (استحباب القميص) (24)، فالذي يظهر أنه أراد حُبّ رسول الله له؛ لا أنه مستحب لكونه عبادة يؤجر عليها صاحبها بمجرد فعلها! وإنما النية الحسنة هي التي تُحيل العمل المباح إلى عمل مستحب يؤجَر فاعله، فـ"لكل امرئ ما نوى"(25)، وكما جاء عن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: (رأيتُ رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يَتتبَّعُ الدُّبَّاءَ مِن حَول القصْعَة، فلَم أزَل أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِن يَومئذٍ)(26)، فأحبَّها أنس لذلك، وكان يحرص عليها.
ومثل ذلك لبس الأخضر من الثياب، فقد وردَ عن أنسٍ -أيضاً- قال: (كان أحَبُّ الألوانِ إلى رسولِ اللهِ الخُضْرةَ) (27).
ومثل ذلك غطاء الرأس، ولبس النعل، وهي أمور ثبت عن رسول الله المواظبة عليها؛ فمن نوى فيها التشبه برسول الله والاقتداء به، فإنّ عمَلَه يدخل في الاستحباب. والله أعلم.
إذن، ليس لبس القميص -ولا غيره- عبادةً يؤجر فاعلها؛ إنما الأجر يكون في النية بالتشبه بالرسول وبالنية الحسنة في قصد الزيادة في التستّر ونحو ذلك؛ وعليه تكون كل الأفعال المباحة التي يقوم بها المسلم هي من قَبيل العبادات إذا نوى ذلك للخير.. حتى اللعب والجِماع وكسب المعاش والأكل والنوم وكلَّ شيءٍ مباح.
الملخَّص الفقهي في هذا الموضوع: أنّ لباس الرجال تعتريه الأحكام الخمسة:
الوجوب؛ فإن الواجب على الإنسان أن يستر نفسه.
الاستحباب؛ فإنّ اللباس إذا نوى فيه لابِسُه التشبّه بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- أو نوى الوقاية من الحرّ أو البرد لأجل الإبقاء على صحّته التي يقْدر بها على القيام بأمور العبادة، فهذا مما يؤجَر عليه.
الإباحة؛ فإنها الحكم الأصلي في كافة أنواع الألبسة.
الكراهة؛ فإنها تكون فيما قصّر فيه المرء عن كمال الضوابط المرعيّة في لباسه كلباس الشهرة -على خلافٍ في ذلك-.
التحريم؛ فإنه يكون في ارتكاب ما نَصّ الشرع على تحْريمِه ومَنْعِه، كلبس الحرير الخالص وغير ذلك مما فيه مخالفة للضوابط والنصوص.
هذا؛ وصلَّى الله على نبيّنا محمّد، والحمدُ لله أولاً وآخراً.
-------------------
(1) يُنظَر: أحمد الضويحي: قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة. جامعة الإمام، الرياض، ط1، 1428هـ، (ص28).
(2) يُنظَر: فتاوى اللجنة الدائمة. رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء - الإدارة العامة للطبع، الرياض، (3/430، 24/38،97).
(3) الوادعي: الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين. حديث رقم (226).
(4) رواه الترمذي وابن ماجه، وحسّنه ابن باز "الفوائد العلمية من الدروس البازية: 6/104"، والألباني "صحيح الترمذي: 2764".
(5) رواه أحمد والدارقطني، وحسّنه الألباني في "الإرواء" (271).
(6) رواه أحمد والطبراني في الكبير، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد: 5/134": (رجاله رجال الصحيح خلا القاسم وهو ثقة وفيه كلام لا يضر).
(7) أخرجه البخاري في "صحيحه"، حديث رقم (5885).
(8) رواه أبو داود في "سننه"، حديث رقم (4098)، وسكتَ عنه، وقد قال في "رسالته لأهل مكة": (كل ما سكتُّ عنه فهو صالح).
(9) رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني "صحيح النسائي: 5164".
(10) رواه مسلم في "صحيحه"، حديث رقم 10- (2069).
(11) رواه مسلم في "صحيحه"، حديث رقم 15- (2069).
(12) رواه أبو داود في "سننه"، حديث رقم (4031)، وسكتَ عنه، وقد قال في "رسالته لأهل مكة": (كل ما سكتُّ عنه فهو صالح).
(13) ابن عثيمين: الشرح الممتع على زاد المستقنع. دار ابن الجوزي، السعودية، ط1، 1428هـ، (5/19).
(14) رواه أحمد في "مسنده 9/87"، وقال أحمد شاكر: (إسناده صحيح).
(15) الوادعي: الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين. حديث رقم (418).
(16) المرجع السابق. حديث رقم (202).
(17) رواه أحمد في "مسنده 9/72"، وقال أحمد شاكر: (إسناده صحيح).
(18) ذكرَه عنه ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 263)، دار المعرفة، بيروت، 1379هـ.
(19) ابن تيمية: مجموع الفتاوى. مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، 1416ه، (22/138).
(20) السفاريني: غذاء الألباب. تحقيق محمد الخالدي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1417هـ، (2/125).
(21) البخاري: العلل الكبير، رقم (290).
(22) ابن القطان: الوهم والإيهام، (2/451).
(23) يُراجَع: لسان العرب، والصحاح، والمصباح المنير -على سبيل المثال-.
(24) كتبويب النووي في "رياض الصالحين": (باب استحباب القميص).
(25) متفق عليه.
(26) متفق عليه.
(27) رواه الطبراني والبزار وغيرهما، وحسّنه الألباني في "صحيح الجامع" حديث رقم (4623).
الأحد، 7 فبراير 2016
الحد الفاصل بين الجهاد والفوضى.
الحد الفاصل بين الجهاد
والفوضى.
د.حمد بن إبراهيم العثمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فان المسلم ليحزن اذا رأى قيادات غير حكيمة تسوق المسلمين الى ما فيه ضررهم وتلفهم، وأمر الجهاد ليس بالأمر اليسير حتى يناور فيه الانسان على سبيل تخمين ردة فعل العدو، لأن الجهاد فيه تعريض النفوس والأموال للتلف، وتمكين العدو من اراضي المسلمين وانتهاك حرماتهم ومقدساتهم ولذلك جعل الله أمر الجهاد وما يتعلق بأمن المسلمين ومصالحهم العامة لولي الأمر مع مشورة اهل الحكمة والخبرة والاختصاص، قال تعالى (واذا جاءهم امر من الأمن أو الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (النساء: 83)، قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: «هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق، وانه ينبغي لهم اذا جاءهم امر من الامور المهمة، والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن، وسرور المؤمنين، او بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم، ان يتثبتوا ولا يستعجلوا باشاعة ذلك الخبر، بل يردونه الى الرسول، والى اولي الامر منهم، اهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الامور ويعرفون المصالح وضدها» تيسير الكريم الرحمن ص.190
فلهذا ليس من الرأي السديد ولا من الجهاد في شيء ان نأسر رجلا واحدا من العدو ونقتل مثله ونحن ضعفاء، فيقوم العدو باحتلال مزيد من الاراضي ويقتل اضعافا كثيرة من المسلمين، ويبث الخوف والرعب ويشفي غله بأضعاف ما حصل له، ويحاصر المسلمين في مكان محدود ويقطع عنهم الماء والكهرباء، ونحن عاجزون عن دفع الضر عن أنفسنا، فضلا عن الحاق الاذى بالعدو، لذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: «الواجب ان يعتبر في امور الجهاد برأي اهل الدين الصحيح الذين لهم خبرة بما عليه أهل الدنيا، دون أهل الدنيا الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين» طريق الوصول ص .138
وكذلك من الظلم ان تقوم ميليشيا حزبية خارجة عن طاعة الحاكم بمبادرة العدو للقتال فتجلب للبلاد حربا لم يخترها حاكمها ولا شعبها، فهذا من اسباب الفوضى وتضييع بلاد المسلمين، وبهذا تظهر حكمة الله في جعل سياسة الجهاد والحرب لولي الامر، قال الحسن البصري رحمه الله: «اربع من امر الاسلام الى السلطان: الحكم، والفيء، والجهاد، والجمعة» مسائل الامام احمد رواية الكرماني ص.392
وقال شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله: «لو جاز للناس ان يغزوا بدون اذن الامام لاصبحت المسألة فوضى، كل من شاء ركب فرسه وغزا، ولأنه لو مكن الناس من ذلك لحصلت مفاسد عظيمة، فقد تتجهز طائفة من الناس على انهم يريدون العدو، وهم يريدون الخروج على الامام، او يريدون البغي على طائفة من الناس» كما قال الله تعالى (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) (الحجرات: 9)، فلهذه الامور الثلاثة ولغيرها ايضا لا يجوز الغزو الا باذن الامام، الشرح الممتنع (26ـ25/8).
الجهاد تابع للمصلحة وشرطه القدرة
لا شك ان سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد واضحة، فتارة يقاتل مع القدرة، وتارة يهادن مع عدم القدرة، لذلك من القواعد الكبيرة في مسائل الجهاد هو ان الجهاد تابع للمصلحة، قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: «والحهاد باليد والسلاح يتبع المصلحة، فعلى المسلمين ان يسلكوا هديه ويتشاوروا في امرهم، ويعملوا في كل وقت ما يناسبه ويصلح له»، فتح الرحيم ص .131
وقد نص العلماء على انه لا اثم في عدم الجهاد مع عدم الاستطاعة، قال تعالى(فاتقوا الله ما استطعتم). قال العلامة محمد بن علي الكرجي«فمن لم يطق الجهاد بالنفس والمال، وآمن به ورآه حقا فهو من اهله، وليس عليه غيره، نكت القرآن(187/4).
فتأمل قوله «ليس عليه غيره» فهذا والله دين الاسلام الذي يعرفه الخاص والعام كما قال تعالى (لا يكلف الله نفسا الا وسعها).وكذلك قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: «ومن ترك الجهاد مع قدرته عليه ذل»، الحكم الجديرة بالاذاعة ص4 فتأمل القيد والشرط الذي يذكره كل العلماء «مع قدرته عليه» وكرر ذلك ابن رجب ايضا في هدي النبي صلى الله عليه وسلم زيادة في التوضيح والتوكيد فقال:« فمن ترك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد مع قدرته عليه واشتغل عنه بتحصيل الدنيا من وجوهها المباحة حصل له الذل» الحكم الجديرة ص 41 فتأمل قوله«من الجهاد مع قدرته عليه»، فهذا مما لا يختلف فيه المسلمون.
مقصود الجهاد إقامة الدين وحفظ النفوس لا إفنائها.
مقصود الجهاد هو ان تكون كلمة الله هي العليا وان يحفظ دين المسلمين وان تحفظ ارواحهم فهذا الذي تبذل فيه المهج، اما ان نقتل عددا محدودا جدا من العدو يوجب غضبهم وتشفيهم وظهورهم علينا وسفك دمائنا وإتلاف اموالنا ومقدراتنا فهذا انتحار، ولا تأتي به شريعة قط، قال العز بن عبدالسلام رحمه الله: «ان اي قتال للكفار لا تتحقق به نكاية للعدو فانه يجب تركه، لان المخاطرة بالنفوس إنما جازت لما فيها من مصلحة إعزاز الدين، والنكاية بالمشركين، فاذا لم يحصل ذلك وجب ترك القتال لما فيه من موات النفوس، وشفاء صدور الكفار وارغام اهل الاسلام، وبذا مفسدة محضة وليس في طيها مصلحة»، قواعد الاحكام ص .95
النجاة من العدو فتح
مع الضعف وعدم القدرة لا يعيب المسلم ان يتحرى السلامة من عدوه، فهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه لما رأى ما نزل بجيش المسلمين من القتل في غزوة مؤتة رجع بالجيش طلبا لحفظ دماء المسلمين والسلامة من العدو، قال والدنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله «والتخلص من العدو يسمى نصرا وفتحا وغلبة» ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة حين كانت الراية مع زيد بن حارثة ثم كانت مع جعفر بن ابي طالب، ثم كانت مع عبدالله بن رواحة ، وكلهم قتلوا رضي الله عنهم، قال: «ثم أخذها خالد ففتح الله على يديه».
وخالد رضي الله عنه لم ينتصر على الروم ولم يغلبهم، ولكن نجا منهم، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه النجاة فتحا» تفسير سورة الصافات ص 267 - .268
الحل وكيف ننتصر على عدونا؟
لا بد مع ذكر احوالنا، ونقدنا للتصرفات غير الحكيمة، ان نذكر الحل لاوضاعنا الحالية حتى لا نكون مجرد منظرين، فظهور العدو خصوصا ارذل الاعداء اليهود انما هو بسبب ذنوبنا، والله ذكر شرط النصر في قوله تعالى «ان تنصروا الله ينصركم»، وذكر الله ان معية النصر للمتقين والمحسنين، قال تعالى «ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون»، وقال تعالى «أليس الله بكاف عبده»، قال ابن القيم: «الكفاية على قدر العبودية»، فلذلك ينبغي علينا ان نحقق العبودية التي تجلب النصر، وهذه تكون مع صحة الاعتقاد، وملازمة السنة ومجانبة البدعة، وتحقيق الطاعة فإذا صدقت قلوبنا وارتفعت ايدينا بالدعاء كفانا الله اعداءنا، قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: «القلوب الصادقة والادعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب».
وقال العلامة محمد الامين الشنقيطي رحمه الله: «المشكلة الاولى: هي ضعف المسلمين في اقطار الدنيا في العدد والعُدد عن مقاومة الكفار، وقد هدى القرآن العظيم الى حل هذه المشكلة بأقوم الطرق واعدلها: فبين ان علاج الضعف عن مقاومة الكفار انما هو بصدق التوجه الى الله تعالى، وقوة الايمان والتوكل عليه، لأن الله قوي عزيز، قاهر لكل شيء، فمن كان من حزبه على الحقيقة لا يمكن ان يغلبه الكفار، ولو بلغوا من القوة ما بلغوا. فمن الادلة المبينة لذلك ان الكفار «ضربوا على المسلمين ذلك الحصار العسكري العظيم في غزوة الاحزاب المذكورة في قوله تعالى «اذ جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا».. الى ان قال «الايمان والاخلاص كان من نتائج ذلك ما ذكره الله جل وعلا في قوله «واخرى لم تقدروا عليها قد احاط الله بها، وكان الله على كل شيء قديرا» فصرح جل وعلا في هذه الآية بأنهم لم يقدروا عليها، وان الله جل وعلا احاط بها فأقدرهم عليها، وذلك من نتائج قوة ايمانهم وشدة اخلاصهم.
فدلت الآية الكريمة على ان الاخلاص لله وقوة الايمان به، هو السبب لقدرة الضعيف على القوي وغلبته له، «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين»، وقوله في هذه الآية «لم تقدروا عليها» فعل في سياق النفي، والفعل في سياق النفي من صيغ العموم على التحقيق.
فقوله «لم تقدروا عليها» في معنى لا قدرة لكم عليها، وهذا يعم سلب جميع انواع القدرة، لأن النكرة في سياق النفي تدل على عموم السلب وشموله لجميع الافراد الداخلة تحت العنوان، كما هو معروف في محله. وبهذا تعلم ان جميع انواع القدرة عليها مسلوب عنهم، ولكن الله جل وعلا احاط بها فأقدرهم عليها، لما علم من الايمان والاخلاص في قلوبهم «وان جندنا لهم الغالبون». اضواء البيان (412/3 - 414). وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ورزق الله قادة المسلمين الحكمة والرأي السديد، وكفى الله المؤمنين شرور اليهود واعوانهم.
والحمد لله رب العالمين.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
قصة الصراع بين تركيا وتنظيم حزب العمال الكردستاني PKK | تغريدات: الدكتور محمت كانبكلي
قصة الصراع بين تركيا وتنظيم حزب العمال الكردستاني pkk تغريدات: الدكتور محمت كانبكلي. "لماذا تعتبر تركيا محاربة تنظيم حزب العمال الكرد...
-
التربية الإيمانية أساس مكافحة الفساد الأخلاقي أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي بسم الله الرحمن الرحيم لا يخفى على البصير أن (ا...
-
مئة فائدة من فوائد الشيخ العلامة المحدث بوخبزة (رحمه الله) في مجالسه طارق الحمودي فوائد المجالس مئة فائدة من فوائد الشيخ م...