الاثنين، 11 فبراير 2013

الحسن البصري والثبات أيام فتنة ابن الأشعث.


الحسن البصري والثبات أيام فتنة ابن الأشعث
بعدم الخروج على الحجاج وبني أمية
عبد العزيز بن ندى العتيبي
((فلم يزل أبو سعيد الحسن البصري في علوٍّ منها بَعْدُ، وسقط الآخر))
فائدة نافعة:
لقد كان الحسن البصري من الأئمة الأعلام، الذي ملأ الدنيا بذكرٍ حسنٍ، وسيرة عطرة. و إن من أسباب رفع الله لشأن أبي سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري؛ حكمته، وفضله، وكمال عقله، وأخذه وامتثاله للآثار، مما أورثه قوة في المِحَنِ، وتماسكاً للكفّ أيام الفِتَنِ، وعدم الخروج مع ابن الأشعث لإسقاط الحكم القائم آنذاك، رغم ظهور ظلمه، وانتشاره، واشتهاره ، فقد ثبت مروياً بإسناد صحيح: أثاراً تثبت مواقفه السنية السَّلفية في مواقع زَلَّت فيها أقدام أُناسٍ كُثُر، بل شارك في الفتنة ممن عُرِفَ بالفضلِ والمكانةِ ، ولكنه امتحان؛ فمن اجتهد من أهل العلم والفضل وشارك مع ابن الأشعث تلك الفتنة؛ فهو مجتهدٌ مخطئ مأجور، ومن اجتهد وأصاب الحقَّ من أهل العلم؛ أمثال الحسن البصري فله أجران .
- قال أبو عمر:
* فقد روى ابن أبي شيبة في «المصنف» (15/ 127) ، وابن سعد في «الطبقات» (7/ 165) ، قال ابن أبي شيبة: حدثنا عفان، وقال ابن سعد: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا سليم بن أخضر، قال: حدثنا ابن عون، قال: كان مسلم بن يسار أَرْفَعُ عند أهل البصرة من الحسن، حتى خفَّ مع ابن الأشعثِ، وكَفَّ الحسنُ، فَلَمْ يزلْ أبو سعيدٍ في علوٍّ مِنها بَعْدُ، وَسَقَطَ الآخرُ.
* وروى ابن أبي شيبة في «المصنف» (11/91) قال: حدثنا ابن علية، عن أيوب، قال: قال لي الحسن: ألا تعجب من سعيد بن جبير ؟! دخل عليَّ فَسَأَلَنِي عن قتالِ الحجَّاج، ومعه الرُّؤساء؛ يعني: أصحاب الأشعث. والإسناد صحيح.
( يا لَيتَنا كُنَّا أَطَعْناهُ )
* ولقد ثبت مروِيّاً بإسناد صحيح من طريق الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل البخاري: ندم كثير من الناس على عدم الأخذ بِنُصح الحسن البصريِّ زمن فتنة ابن الأشعث، وَ تَرْكِ قتالِ الحجَّاج الحاكم الظالم، قالوا: ( يا ليتنا كُنَّا أَطَعْناهُ، يا لَيتَنا كُنَّا أَطَعْناهُ).
- رواية البخاري:
* فقد روي البخاري في «التاريخ الكبير» (7/339) قال: وقال لنا موسى بن إسماعيل- وفي «التاريخ الأوسط» (2/1075 رقم: 867) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، عن جعفر، قال: حدثنا مالك بن دينار، قال: لقيت معبداً الجهني بمكة، بعد (فتنة) ابن الأشعث وهو جريح، وقد قاتل في المواطن كلها، فقال: لقيت الفقهاء والناس، لم أرَ مثل الحسن، يا ليتنا أطعناه!! كأنه نادم على قتال الحجاج.
- رواية أحمد:


* وروى الإمام أحمد في «الزهد» (1/474 رقم: 1631) قال: حدثنا سيّار، حدثنا جعفر، حدثنا مالك بن دينار، قال: لَقِيَنِي معبدٌ الجهنيُّ، وأنا على ظهرٍ وهو على ظهرٍ، قال: فقال: (يا مالك! إني طفت الأمصار، ورأيت الناس، فلم أرَ مثل الحسن بن أبي الحسن، يا ليتنا كنا أطعناه، يا ليتنا كنا أطعناه).
http://ahlalathar.com/play.php?catsmktba=20

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصة الصراع بين تركيا وتنظيم حزب العمال الكردستاني PKK | تغريدات: الدكتور محمت كانبكلي

قصة الصراع بين تركيا وتنظيم حزب العمال الكردستاني pkk   تغريدات: الدكتور محمت كانبكلي. "لماذا تعتبر تركيا محاربة تنظيم حزب العمال الكرد...