الاثنين، 21 ديسمبر 2020

الغش الدعوي ..




بسم الله الرحمن الرحيم

الغش الدعوي ..

أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني

 

قال عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم : " من غشنا فليس منا " ..، وعند مسلم أيضا : " من غش فليس مني" ..، و صح عنه - عليه الصلاة والسلام - قوله : " ليس منا من غشنا "..

وفي مقاييس اللغة 4/383 لابن فارس - رحمه الله - قال : " الغين والشين أصول تدل على ضعف في الشيء واستعجال فيه. من ذلك الغِشُّ، ويقولون : الغِشُّ ألاَّ تَمْحَضَ النصيحة ".

وقال الفيومي - رحمه الله - في المصباح المنير 170 : " .. والاسم غِشّ - بالكسر - لم ينصحه وزين له غير المصلحة، ولبن مغشوش : مخلوط بالماء".
وفي التاج 9/ 154 :" الغش : الغل والحقد، وقد غَشَّ صَدْرُهُ يغش إذا غَلَّ "
وقال المناوي - رحمه الله - كما في التوقيف ص : 252 : " الغش ما يخلط من الرديء بالجيد ".

و ( الغش) في الحديث ينبغي أن يُفهم بجميع مشمولاته ..، ولا نقصر ذلك على صورة من الصور بغير دليل (!) ..، فهذا " تحكم " في دلالة الحديث.. ، وهو لا ينبغي (1) ..
ويكفي للردع والزجر والتنفير عن الغش بصوره قوله عليه الصلاة والسلام : ( فليس منا) / ( فليس مني)، فهذا اللفظ منه عليه الصلاة والسلام يدل على أن الغش من كبائر الذنوب ..، وهو [ مراتب ومراكب ! ] ..

وعليه ؛ فمن صور الغش التي يشملها الحديث .. ، والتي طفحت على السطح الدعوي وبشكل فاحش (!!) وتلبس بها الكثير من الناس - وأقول هذا تحذيرا وشفقة ، لا تعاليا وشماتة - : [ الغش الدعوي ! ] ..

وهو من أقبح صور الغش لارتباطها بالعلم والعقيدة والفقه والسلوك والمنهج [ = ذهاب الأمانة في الدعوة أو الخلل الفاحش فيها ! ] ..، وأساسه : " الغش الفكري "! ..، بحيث لو ( فسد / أفسدنا ) الفكر فسد ما يتبعه.. ، فالغش خُلق المفسدين ..

وصدق العلامة محمود شاكر - رحمه الله - لما قال : " وآفة زماننا .. تسيب الفكر بلا زمام يكبحه "! ..
واعلم - يا رعاك الله - أن المرء قد يقع في مستنقع [ الغش الدعوي ! ] دون أن يشعر .. بسبب اعتياده المساس بما هو قبيح في هذا الباب ..، وكما قال العلامة محمود شاكر - رحمه الله - :" إلف القبيح متلفة للإحساس والعقل جميعا "! ..
فالحذر الحذر من ( الغش الدعوي) ..فهو جُرم واحتيال.. ، ودليل على المخادعة والاعتلال..، و حديثي عن نوع ذلك ..، أما الحكم على الأعيان فحسب توفر الشروط وزوال الموانع ..

ومن مظاهره :

تغيير الحقائق الشرعية..
التنكر للطريقة الصحابية..
التعلق بالمسالك الخلفية..
تحريف المعاني العلمية..
قلب الموازين المرعية..
استبدال العلم بالسخافات الصحافية..
نشر الشبهات والأنظار الردية..
الاشتغال بالمطاحنات السياسية..
حمل الناس على المصادمات في الميادين الدعوية..
إشغال الشباب بالقصاصات الإخبارية..
الاستغراق في تحليلات الوقائع بدل الاهتمام بالقرآن والأحاديث النبوية..
تأخير الدعوة إلى التوحيد ، أو إهمال ذلك، والتشويش على العقيدة الأثرية..
التطلع إلى الرئاسة في الميادين الدعوية..
إحياء الأقوال الضعيفة ، والشاذ من المسائل الخلافية ..
تزهيد الناس في أصحاب الفهم والحكمة وإبعادهم عمن تحققوا بالعالمية..
تنكب منهج الاعتدال و الوسطية..
استعلاء الداعية على الناس ومقابلتهم بالأخلاق الدنية..
استعمال المجادلات المذمومة في المضامين أو الأساليب أو المقادير خلافا للطريقة المحمدية والآداب المصطفوية ..
شحن النفوس بالانفعالات والمصارعات الحماسية..

وهكذا دواليك..، فانظر حواليك..

أصلحنا الله جميعا..

والله المستعان.. ، وعليه التكلان..
...............................

(1) . 
ورد الحديث في راوية بسبب .. ، لكن " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب " .. فتنبه ..


كتبه : [ يومه الثلاثاء 27 ربيع الآخر 1441 ھ / الموافق ل 24 ديسمبر 2019 م ] :

أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي -

 

 

قصة الصراع بين تركيا وتنظيم حزب العمال الكردستاني PKK | تغريدات: الدكتور محمت كانبكلي

قصة الصراع بين تركيا وتنظيم حزب العمال الكردستاني pkk   تغريدات: الدكتور محمت كانبكلي. "لماذا تعتبر تركيا محاربة تنظيم حزب العمال الكرد...